استراتيجيات إدارة التكاليف في المشاريع الهندسية بفعالية ودقة الكاتب :...
Read More
من المخططات إلى النمذجة كيف غيّرت تقنية الـBIM مستقبل الهندسة؟
- الكاتب : ياسمين الرفاعى
- تاريخ النشر : 30/9/2025
- مدة القراءة : 5 دقائق
قبل سنوات لم تكن إدارة المشاريع الهندسية تختلف كثيرًا: رسومات ورقية متكدسة، مراجعات متكررة، وأخطاء مكلفة تظهر غالبًا أثناء التنفيذ. لكن مع ظهور تقنية الـBIM (نمذجة معلومات البناء)، تغيّر المشهد بالكامل.
اليوم لم يعد الاعتماد على الورق كافيًا، بل أصبح الانتقال إلى النمذجة الرقمية ضرورة لأي مشروع يرغب في أن يكون ناجحًا، سريعًا، وذو تكلفة محسوبة.
ما هي تقنية الـBIM؟
تقنية BIM – Building Information Modeling ليست مجرد برنامج رسم ثلاثي الأبعاد، بل هي منهجية متكاملة تجمع بين التصميم، التنفيذ، وإدارة المرافق.
هذة التقنية بتجمع كل التخصصات في متكامل، يوضح كل تفاصيل المشروع من أول حجر أساس وحتى التشغيل الفعلي.
تكامل الأجهزة مع الأنظمة الهندسية
الهندسة الكهربائية: توافق الأجهزة الطبية مع أنظمة الطاقة يقلل من الانقطاعات المفاجئة ويضمن استمرارية العمل.
الهندسة الميكانيكية: اختيار أنظمة تهوية وتكييف مناسبة يقلل من استهلاك الطاقة ويحافظ على جودة الهواء داخل غرف العمليات والعناية المركزة.
الهندسة المعمارية: دمج الأجهزة مع تصميم المبنى بشكل يحقق سهولة الصيانة ويعطي تجربة مريحة للمرضى والزوار.
الفرق بين الطرق التقليدية وتقنية الـBIM
- تعتمد على رسومات منفصلة لكل تخصص.
- الأخطاء والتعارضات تظهر غالبًا في موقع المشروع.
- إعادة التعديلات مكلفة وتستهلك وقت.
- توحيد كل التخصصات في منصة واحدة.
- اكتشاف التعارضات مبكرًا قبل التنفيذ.
- توفير حتى 30% من التكلفة و20–50% من الزمن مقارنة بالطريقة التقليدية
كيف تغيّر الـBIM مستقبل المشاريع الهندسية؟
- في تصميم المستشفيات مثلًا: تساعد هذة التقنية على تحديد أدق تفاصيل توزيع الأقسام الطبية والتجهيزات.
- في المشاريع التجارية: يوفر تصورًا دقيقًا للتكامل بين التصميم والهوية التسويقية للمطور العقاري.
- في البنية التحتية الكبرى: يختصر سنوات من التنسيق بين عشرات الجهات في منصة واحدة
تقنية BIM ورؤية السعودية 2030
في السعودية، أصبحت تقنية الـBIM أداة أساسية لتحقيق مشاريع رؤية 2030. من المستشفيات الذكية إلى المدن الجديدة مثل نيوم، كل هذه المشاريع الضخمة لا يمكن إدارتها بكفاءة إلا عبر النمذجة الرقمية.
أصبحت تقنية نمذجة معلومات البناء (BIM)
عنصرًا مركزيًا في تنفيذ مشاريع رؤية 2030 الكبرى، لأن قدرتها على تجميع البيانات الهندسية والزمنية والتكلفة في نموذج واحد تُمكّن من إدارة محفظة مشاريع واسعة ومعقدة بكفاءة عالية ،مشاريع مثل NEOM تبنّت استراتيجيات تصميم وبناء رقمية توظيف وطرق بناء مبتكرة لتقليل التكلفة الكلية وتقليل البصمة الكربونية، ما يؤشر إلى أن المشاريع الضخمة الممولة ضمن رؤى وطنية لا تُدار اليوم إلا عبر نمذجة رقمية متقدمة.
الدراسات والأبحاث في السعودية عن تقنية الـ BIM (نمذجة معلومات البناء) وضحت إن فيه 3 عوامل أساسية لنجاح تطبيقها:
-
لازم يبقى فيه إطار تنظيمي موحد (يعني قوانين ومعايير واحدة تطبق على الكل بدل كل جهة تشتغل بطريقة مختلفة).
-
تدريب الكوادر البشرية (المهندسين والفنيين محتاجين تدريب كويس علشان يعرفوا يستخدموا التقنية صح).
-
تكامل بيانات النماذج مع أنظمة إدارة الأصول الحكومية (Asset Management) → يعني النموذج الرقمي اللي بيطلع من الـBIM يترابط مباشرة مع أنظمة إدارة المباني التابعة للحكومة، بحيث بعد التسليم يفضل المبنى متابع ومُدار بكفاءة طول دورة حياته.
بالاضافة الى ان الدراسات الميدانية في السعودية لقت إن استخدام الـBIM مش بس مسألة تقنية، لكن كمان مرتبط بـ:
-
تحقيق الاستدامة (زي تقليل استهلاك الطاقة والمياه).
-
الالتزام بالكود السعودي الأخضر (معايير محلية للبناء المستدام).
-
إدارة دورة حياة المبنى (من التصميم، للبناء، للتشغيل، وحتى الصيانة).
- تبني 4D/5D لربط النموذج بالجدول الزمني والتكلفة (يُسهِم في محاكاة السيناريوهات وتقليل المخاطر).
- إدماج المواصفات المفتوحة (IFC/COBie) لتبادل البيانات بين الجهات وتحضير نموذج جاهز للتشغيل وإدارة الأصول. (تحسين جودة بيانات التسليم يقلل تكاليف التشغيل لاحقًا).
- التحوّل نحو Digital Twin لمرحلة التشغيل (تشغيل ومراقبة المبنى استشعارياً وربطه ببيانات النموذج).
- حوكمة البيانات وتدريب الطواقم: بلا إطار إدارة بيانات واضح وسياسات تسليم رقمية، قيمة نماذج تقنية نمذجة معلومات البناء تقل تلقائيًا وهذا ما تؤكده دراسات التطبيق في السعودية.
العلاقة بين BIM وIFC/COBie في مشاريع رؤية السعودية 2030
-
BIM كمنصة أساسية:تقنية الـBIM (النمذجة الرقمية للمعلومات) تمثل الإطار المركزي لتجميع وإدارة بيانات المشروع في جميع مراحله، بدءًا من التصميم المفهومي وحتى التشغيل.
-
IFC لضمان التوافقية:صيغة Industry Foundation Classes (IFC)، التي طورتها منظمة buildingSMART، تعمل كمعيار مفتوح لتبادل البيانات بين مختلف برمجيات الـBIM. هذا يضمن أن جميع الأطراف (المعماري، الإنشائي، الميكانيكي، الكهربائي…) يمكنهم العمل على نفس النموذج دون فقدان للمعلومات أو الاعتماد على برنامج واحد بعينه.
-
COBie لمرحلة التشغيل:معيار Construction Operations Building Information Exchange (COBie) يترجم النموذج الرقمي إلى بيانات تشغيلية منظمة، مثل:
- قوائم المعدات والأصول.
- جداول الصيانة الدورية.
-
المواصفات الفنية وقطع الغيار.هذه البيانات تسلّم لمالك المشروع كنموذج جاهز لإدارة الأصول الذكية بعد انتهاء مرحلة البناء.
-
القيمة المضافة:الدمج بين BIM + IFC + COBie يرفع جودة تسليم المشاريع، ويقلل من تكاليف التشغيل والصيانة طويلة الأمد بنسبة ملموسة. كما يخلق قاعدة بيانات موحدة تساعد على التحول نحو إدارة مرافق ذكية ومستدامة، وهو ما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في الكفاءة، التحول الرقمي، والاستدامة.
"المقال السابق"
دور التصميم المعمارى المبتكر فى رفع قيمة العقار
"مقالات ذات صلة Related Articles"
اختيار برنامج ال BIM الأمثل خطوة تسرّع نجاح مشاريعك الهندسية
اختيار برنامج ال BIM الأمثل خطوة تسرّع نجاح مشاريعك الهندسية...
Read Moreالتفكير الهندسي يقود التحول الاستثماري في رؤية السعودية 2030
التفكير الهندسي يقود التحول الاستثماري في رؤية السعودية 2030 الكاتب...
Read Moreأنظمة إدارة الجودة في المشاريع الهندسية وفق رؤية المملكة 2030
أنظمة إدارة الجودة في المشاريع الهندسية وفق رؤية المملكة 2030...
Read Moreإدارة المشاريع في السعودية بين التحديات والابتكار ورؤية 2030
إدارة المشاريع في السعودية بين التحديات والابتكار ورؤية 2030 الكاتب...
Read Moreفوائد الBIM لأطراف المشروع المختلفة: من المالك إلى المقاول
فوائد الBIM لأطراف المشروع المختلفة: من المالك إلى المقاول الكاتب...
Read Moreمستويات ال bim التسعة : من الفكرة الى دورة الحياة الكاملة
مستويات ال BIM التسعة: من الفكرة الى دورة الحياة الكاملة...
Read More